يتساءل الأشخاص الذين يعملون في مجال الطاقة الشمسية عن مستقبل السوق في السنوات القادمة، وما ستؤول إليه صناعات الطاقة الشمسية في مصر، حيث نجد أن سوق الطاقة الشمسية في مصر قد توسّع بشكل كبير خلال العقد الأخير، خاصة مع حدوث انخفاض نسبي في المواد التي تدخل في تصنيع ألواح الطاقة الشمسية؛ مما أسهم في زيادة معدل إنتاج الطاقة الشمسية في مصر، وفي هذا المقال سنتناول مستقبل هذا السوق في مصر، وما هي فرصة إنشاء شركات كبيرة أو متوسطة تعمل في مجال الطاقة الشمسية.
الدولة وسوق الطاقة الشمسية
إن أزمة الطاقة الكهربائية التي شهدتها مصر في السنوات الأخيرة شجّعت الدولة على البحث عن مصادر أخرى لتوليد الكهرباء بخلاف كهرباء السد العالي، وفي نفس الوقت يكون مصدرًا متجددًا ولا يلوث البيئة.
ومن هنا جاءت فكرة الاعتماد على الطاقة الشمسية كبديل لتوليد الكهرباء في مصر، حيث قامت الدولة في السنوات الأخيرة بإنشاء عدة حقول ضخمة لتوليد الكهرباء عبر الطاقة الشمسية، ولعل أشهر تلك الحقول هو حقل (بنان)، والذي تم تشييده في أسوان.
ويعتبر الحقل واحدًا من أكبر حقول الطاقة الشمسية في العالم، إن لم يكن أكبرها، حيث يقوم الحقل بتوليد ما يعادل 90% من الطاقة التي يتم إنتاجها من السد العالي، وتهدف الدولة إلى أن يكون 20% من إنتاج الكهرباء في مصر مصدرة الطاقة الشمسية النظيفة.
فرصة إنشاء شركة للطاقة الشمسية
في بداية إنشاء أي شركة لا بد من دراسة السوق جيدًا، وعند دراستنا للسوق نجد أن سوق الطاقة الشمسية يشبه كثيرًا سوق المقاولات مثل مقاولات البناء، حيث نجد أن سوق المقاولات المعمارية التقليدي يقوم على 3 ركائز أساسية، هي:
- أي تكنولوجيا جديدة تظهر في السوق يتم تنفيذ التجارب عليها داخل السوق عن طريق العلماء فقط.
- مع ازدهار السوق وتوسعه يبدأ أصحاب الخبرة كالمهندسين العاديين في الدخول في المجال لتطويره.
- وعندما يصل السوق لمرحلة معينة من النضج يدخل السوق جميع الفئات من فني (كالمقاول الذي لم يدرس الهندسة) والذي لم يدرس الهندسة المعمارية، وإنما يحمل خبرة من داخل سوق العمل، بالإضافة للفئات الأخرى من مهندسين وغيرها من كيانات عملاقة كالشركات.
وبالمثل نجد أن سوق الطاقة الشمسية الآن في بداية مشواره وسيتوسع بدرجة كبيرة في المستقبل، فهو يقع الآن في المرحلة الثانية وهي مرحلة التطوير بواسطة المهندسين ذوي الخبرة، وكما ذكرنا في مثال سوق المقاولات، فإنه حتمًا سيدخل سوق الطاقة الشمسية في المرحلة الثالثة وهي مرحلة التوسع عن طريق الشركات، وهو أمر ليس بالبعيد، وخصوصًا في منطقة مثل الشرق الأوسط، حيث تتعرض المنطقة يوميًّا إلى كمية كبيرة من أشعة الشمس وعلى فترات طويلة من اليوم، وتلك هي الفرصة الأنسب لك لكي تبدأ شركتك!
مستقبل سوق الطاقة الشمسية في مصر
بلغت قيمة سوق الطاقة الشمسية العالمية 52.5 مليار دولار في 2018 ومن المتوقع أن تصل إلى 223.3 مليار دولار بحلول عام 2026، بمعدل نمو سنوي قدره 20.5٪ من 2019 إلى 2026.
ونجد أن دولًا مثل الولايات المتحدة تمثل الطاقة الشمسية 39٪ من إجمالي قدرة توليد الكهرباء في عام 2021، متجاوزة طاقة الرياح لأول مرة.
مع استمرار الطلب على الطاقة المتجددة، لا سيما الطاقة الشمسية، في النمو في القطاعات العامة والخاصة، وهنا يأتي دور شركات الطاقة التي تعمل على توسيع أعمال الطاقة المتجددة الخاصة بها، كما تلعب دورًا أساسيًّا نحو تحقيق الانفراد في مجال الطاقة، وقد أدى هذا الطلب إلى مزيد من الفرص مع مزارع الطاقة الشمسية وشبكة خطوط النقل المطلوبة لإحضار الطاقة الشمسية إلى السوق، ومن توقع استمرار العمل والنمو حتى عام 2021 واستمراره لسنوات ليس في الولايات المتحدة فقط، وإنما في العالم بأسرِه.
نصائح للنجاح في سوق الطاقة الشمسية في مصر
لكي تنجح في سوق الطاقة الشمسية لابد وأن تحدد هدفًا وتضعه أمامك وتسخّر كل إمكانياتك وقدراتك المالية لتحقيقه، وذلك من خلال عدة نقاط:
- في البداية لا بد وأن تختار المكان المناسب لبدء شركتك حتى لا تنافس مع الخصم الخطأ، فمثلًا: عند بداية شركتك لا تتجه إلى الترويج لعملك في الأماكن التي سبق واحتكرتها شركة أكبر منك، فإنك لن تصمد كثيرًا في هذه المنافسة بسبب القدرة المالية الضعيفة لشركتك في البداية وحتمًا ستفشل.
- أغلب من يقوم بقراءة هذا المقال حتمًا سيظن أنه سينجح بكل تأكيد، وأنه يحمل الأفكار المبتكرة والجذابة للعملاء، وأنه سيهزم الشركات الكبرى ويملك السوق بكل سهولة، وهذا خاطئ تمامًا، لأن النجاح في هذا المجال ستواجه فيه الكثير من الفشل والتعثر والإحباط في البداية، ولكن الوصول للنجاح يحتاج إلى الصبر والاستمرارية.
- تحتاج إلي البدء كشركة رسمية وليس كأفراد تركيبات دون شركة وهيكل وظيفي يقوم عليه عدد من المهندسين؛ وذلك حتى تتمكن من تقديم عروض لجهات رسمية طبقًا لمواصفات معينة.
- في بداية عملك لا تقم بالدخول في المشاريع العملاقة التي تحتاج إلى رأس مال كبير وإلى قوة عاملة كبيرة، لأنك حتمًا ستتأخر عن تسليم المشروع الموكل إليك أو أنك ستنهيه بشكل غير سليم.
- أخيرًا، إذا كنت تطمح إلى بناء شركة كبيرة فلا تنافس المشاريع الصغيرة في المناطق النائية كالأرياف مثلًا، لأن ذلك لن يحفزك على التوسع أو تحسين جودة عملك ومنتجك؛ لأنك ببساطة لن تنافس شركات هناك، وإنما ستنافس فني تركيبات لا يملك الطموح أو القدرة لمنافستك، وبالتالي لن تفكر في تحسين أو التوسّع في شركتك.
0 تعليق